ومنه فتنمية السلوك في علاقة أكيدة بالثقافة الجمالية، لأنها أهم مفتاح لبناء الشخصية المتوازنة، والمتكاملة، والفاعلة إيجابيا في الحياة.
هناك بعض الخصائص والسمات التي تميز الثقافة العامة للفرد والمجتمع، وتشمل ما يلي:
ومع تطور المجتمعات وتغير الثقافات بفعل التكنولوجيا والعولمة، أصبح تأثير الثقافة على الشخصية أكثر تعقيدًا، مما يفرض على الأفراد تحقيق توازن بين القيم الثقافية التقليدية والتغيرات الحديثة.
إن اعتناق الجمال وجعله مدارا لحركة الإنسان، وقوة شخصيته يمنحه صفة المحورية، إذ الجميل مرغوب فيه، والجميع يتطلع إلى هيأته البهية، ويتمنى منه نظرة، أو بسمة، أو التفاتة. بل أكثر من ذلك يتمنى الآخرون محاكاته والنسج على منواله. وعندها يصبح ناشرا للثقافة الجمالية بلسان حاله، ولسان مقاله على حد سواء؛ فإن تكلم فبجميل العبارات، وإن نظر فبأصدق النظرات، وإن مشى ففي حلي الجمال يرفل، فهو مع الفقير مواسيا، ومع الصديق مداعبا، ومع الكبير موقرا، ومع الصغير موجها، بل مع الأزهار ساقيا، ومع الطريق منظفا، ومع الطيور مغردا.
فهم وجود ثقافات متعددة ومتنوعة على مستوى كبير جدًا سواء في منطقة معينة أو في العالم.
كما تشكل العلاقات الاجتماعية والتفاعلات الاجتماعية عوامل أساسية في تطور الذات والهوية الشخصية.
تعتمد هذه الطريقة على دراسة الأنماط الثقافية المشتركة والثوابت الثقافية في المجتمعات المختلفة.
التأثير على اللغة والتفكير: تؤثر الثقافة على اللغة التي يتحدث بها الفرد، وعلى طريقة تفكيره وإدراكه للعالم.
الأشخاص الذين لهم نفس التاريخ والأيديولوجيات في مجتمع محدد عندهم إحساس بالألفة وأيضًا الحب بينهم؛ هذا يقوي وحدتهم، ويعمل على ترابطهم بتاريخ أسلافهم ويعطيهم الفرصة كي يعرفوا الكثير عنها.
وتكون الثقافة الجمالية بالتالي قيمة تتحرك في نطاقها أفعال الإنسان، وترتسم على صفحتها صورته المثلى.
- تحدد اللغة تأثير الثقافة على السلوك البشري طريقة التواصل والتفكير، حيث تؤثر المفردات والتعابير اللغوية على الطريقة التي يدرك بها الأفراد العالم.
التكوين المزاجي كالتكوين الجسمي وكالقدرات العقلية، وهو يتضمن الاستعدادات الثابتة نسبيا والمبنية على ما لدى المواطن من طاقات انفعالية ودوافع غريزية يزود بها مع بداية طفولته، والثقافة لها دور كبير في التأثير على الجانب المزاجي فتجعله يتشكل ويتنوع تبعا لها، كما أن الثقافة تؤدي دورا مؤثرا في تنمية الانفعالات، فسكان جزر اندامان في نيوزيلاندا الجديدة يذرفون الدمع مدرارا عندما يتقابل الأصدقاء بعد غياب، ويرد الياباني على تعنيف رئيسه له بابتسامة.
تشكل الثقافة والشخصية إطارًا متكاملًا يحدد الإمارات هوية الأفراد وسلوكهم داخل المجتمع. فالثقافة هي المنظومة التي تشمل القيم، والمعتقدات، والعادات، والتقاليد، بينما تعكس الشخصية كيفية تفاعل الأفراد مع هذه المكونات الثقافية وتبنيها في حياتهم اليومية.
الثقافة تساعد على إدراك الشخصية والتعبير عنها بحرية تامة.